” ايجاس” تبحث مع شركة بلجيكية استخدام الهيدروجين الاخضر في تموين السفن صور
إسلام المصري
في ضوء توجهات الدولة المصرية للتحول نحو الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون وتحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030 والتي تركز على الطاقة كعنصر اقتصادي لتحقيق الاستدامة، واستراتيجية الطاقة في مصر حتى عام 2035 والتي يجرى تحديثها حالياً واتفاقية باريس للمناخ التي صدقت عليها مصر والتي تهدف لدعم الاستجابة العالمية لمخاطر التغير المناخي.
استقبلت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية ” إيجاس” في الاسبوعين الماضيين وفداً من شركة “سي إم بي تك” البلجيكية لبحث ” فرص التحول لاستخدام الهيدروجين كوقود بديل نظيف لتموين السفن والاتجاه الي الطاقة الخضراء النظيفة”
أكد الدكتور/ سمير قراعيش نائب رئيس الشركة لتحول الطاقة والإستدامة حرص وزارة البترول والثروة المعدنية على تعزيز سبل التعاون مع المؤسسات والشركات العالمية للاستفادة من الخبرات المتطورة في تكنولوجيات الطاقة النظيفة للتحول إلى نظام إقتصادى منخفض الكربون لخفض الإنبعاثات وتحقيق الحياد الكربونى، لافتاً ان مصر تتمتع بالعديد من الإمكانات والمزايا التنافسية والثروات الطبيعية من مصادر الطاقة وذلك فى ظل الإكتشافات الكبيرة والتطور الرائد فى مجال إنتاج الغاز الطبيعى مما يؤهلها للدخول فى صناعة الهيدروجين منخفض الكربون، وإستخدامه كوقود بديل نظيف حيث يمكن إنتاج الهيدروجين الأزرق على المديين القصير والمتوسط ومن ثم إنتاج الهيدروجين الأخضر على المدى الطويل.
وأضاف أن مصر لديها سوق محلية واسعة وصناعات تمثل مستهلكين محتملين للهيدروجين، كما تتمتع بموقع استراتيجي وعدد من الموانئ الهامة على البحرين المتوسط والأحمر للوفاء بالطلب المحلى والإقليمي والعالمي على الهيدروجين، إلى جانب توافر بنية تحتية يمكن الإعتماد عليها من شبكات الغاز الطبيعى بأطوال تتعدى 66 ألف كيلو متر وبسعة 250 مليون متر3/يوم تمتد من شمال إلى جنوب البلاد وتسهيلات الغاز المسال (3 وحدات إنتاجية فى دمياط وإدكو بطاقة إجمالية 12مليون طن) وذلك بالإضافة إلى خبرات محلية فى إنتاج الهيدروجين كمنتج ثانوى فى بعض الصناعات.
واكد قراعيش أن إيجاس تلعب دوراً هاماً في دعم خطط الوزارة لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وذلك من خلال مشاركتها في اللجنة الوطنية الوزارية المخصصة لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج/ نقل/ استخدام الهيدروجين منخفض الكربون في مصر وبحث فرص التصدير للأسواق الدولية وفرص توطين صناعة الهيدروجين والصناعات التكميلية له في ضوء توافر الامكانات الوطنية واقتراح التنظيمات والتشريعات والقوانين اللازمة لعملية تداول وتسعير ونقل وتخزين الهيدروجين ووضع خارطة طريق بمحددات زمنية واضحة لجميع الأنشطة وأدوار القطاعات المختلفة مع الأخذ في الاعتبار كافة الأبعاد البيئية ومعايير الأمان والسلامة اللازمة في هذا الشأن، بالشراكة مع الخبرات العالمية، فضلا عن إبرام العديد من مذكرات التفاهم مع الشركات/المؤسسات العالمية للتعاون في مجال إزالة الكربون من قطاع الغاز وتخزينه أو الاستفادة منه وكذلك إعداد خارطة طريق لإزالة الكربون من قطاع االبترول.
ومن جانبه أكد الوفد البلجيكى ان شركة “سى ام بى تك” قامت بتطوير تكنولوجيا للتحول لإستخدام الهيدروجين/ الأمونيا كوقود بديل نظيف فى محركات الإحتراق الداخلى وإستخدامها فى التطبيقات المختلفة مثل السفن،الشاحنات، المولدات، الحفارات والتطبيقات الصناعية المختلفة، وأشار أن هناك بعض المعوقات مثل إرتفاع تكلفة الهيدروجين مقارنة بالديزل ونقص محطات التموين بالهيدروجين لذلك يعتبرالمحرك المزدوج الذى يعمل بإستخدام الهيدروجين والديزل نقطة بداية للتحول لإستخدام الهيدروجين النقى الذى لا يطلق أي انبعاثات عند إستخدامه كوقود مما يؤدى إلى خفض الإنبعاثات الكربونية فى قطاع النقل البحرى الذى يعد مطلب ضروري للحفاظ على درجة حرارة العالم في المستويات الآمنة.
ثم تم القاء الضوء على المزايا التافسية لاستخدام الهيدروجين كوقود بديل نظيف، يمكن إنتاجه من الطاقة الكهربائية النظيفة الناتجة عن(طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية) أو من الوقود الأحفوري منخفض الكربون مثل الغاز الطبيعي، فضلا عن أنه لا ينتج أي انبعاثات عند إستخدامه كوقود كما يمكن تخزينه أونقله في صورة سائلة أو غازية ويمكن حرقه أو استخدامه في خلايا الوقود لتوليد الحرارة والكهرباء.
كما أكد الجانب البلجيكى ان شركة “سى ام بى تك” لديها خبرة فى تصميم وتطوير وإنشاء محطات لتموين الهيدروجين وقد أشار أن تصميم محطة الهيدروجين يتضمن 5 تكنولوجيات وهى الإنتاج/الضغط/التخزين/التوزيع/التحكم فى الهيدروجين، كما يمكنها أيضاً تصميم وتصنيع معدات تعمل بإستخدام الهيدروجين أو إجراء بعض التعديلات على المعدات القائمة
كما تم استعراض مشروعات الشركة وتجاربها المختلفة فى استخدام الهيدروجين كوقود بديل مثل العبّارة “هيدروفيل” التي تتسع لـ 16 راكبا وتنتقل بين منطقة كرويبيك وميناء Antwerp وتتضمن عبّارة “هيدروفيل”، التي دشنت منذ خمس سنوات بوصفها أول سفينة ركاب تعمل بالهيدروجين في العالم، محركا هجينا، يعمل بالهيدروجين والديزل. والعبارة “هيدروبينجو” تسع 80 شخصا في اليابان، تم إطلاقها في اغسطس 2021. لافتين انه بحلول عام 2050، تستهدف الشركة تشغيل أسطول من السفن خالى من الإنبعاثات.
وفى نهاية تم مناقشة تساؤلات الحضور والرد على كافة الإستفسارات مؤكدين ان تلك اللقاءات تسهم فى تبادل الخبرة المعرفية واستعراض احدث التجارب فى مجال استخدام الهيدروجين كوقود بديل نظيف.