بعد تحليق “‘الصاروخ الصيني” فوق سماء بني سويف .. ” علوم الفضاء “: واقعة عادية ومتكررة لحين الحطام
أصدرت كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء جامعة بني سويف، أمس الخميس، بيانًا بشأن حطام الصاروخ الصيني مؤكدة أن الواقعة عادية ومتكررة بشكل أسبوعي تقريبًا، وأنه من المتوقع أن يسقط على الأرض خلال الأيام القليلة القادمة “السبت أو الأحد”.
وقال الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بني سويف: إن الصين أعلنت الخميس الماضي 2 أبريل، عن إطلاق صاروخها الفضائي “المسيرة الطويلة” (Long March 5B)، ويحمل على متنه القطعة الرئيسية لمحطة الفضاء الصينية (Tianhe)، وكان إطلاق هذا الصاروخ أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لإكمال بناء المحطة بنهاية 2022م، وذلك بعد وضع قيود على الصين لاستخدامها لمحطة الفضاء الدولية.
وأضاف: يتكون هذا الصاروخ من أربعة معززات دفع نفاث كبيرة، ومن مرحلة رئيسية واحدة فقط، وقد كان من المزمع إعادة هذه المرحلة الرئيسية من الصاروخ بشكل متحكم به، إلا أن الصين فقدت التحكم بها وستعود وتسقط على الأرض بشكل غير مُتحكم به، وهي تدور حاليًا حول الأرض مرة كل 89 دقيقة.
وتابع: “يجب أن نشير أن الصاروخ قد نجح في مهمته بوضع القطعة الرئيسية من محطة الفضاء الصينية في مدارها إلا أنه فشل في إعادة نفسه نحو الأرض بشكل متحكم”.
وأردف: “تصحيحًا للخطأ المتداول، ليس ما سيسقط على الأرض هو الصاروخ ولكن قطعة صناعية من بقايا الصاروخ الصلبة، فبحسب التعريف العملي الاصطلاحي فإنها تسمى الآن تابعًا يدور في مدار بيضاوي كقمر صناعي حول الأرض، وهي نوع من الحطام الفضائي”.
وواصل: خلافًا لما هو شائع، فإن سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض يعتبر عاديًا ومتكررًا بشكل أسبوعي تقريبًا، لكن ما يختلف هنا في سقوط بقايا الصاروخ أنه أولا لقطعة أكبر من المعدل المعتاد “حوالي 22 طنًا” وفقد التحكم به قد يكون لسبب تقني أو لأسباب أخرى قد تكشف عنها فيما بعد وكالة الفضاء الصينية، وعليه أصبح سقوطه خارج نطاق السيطرة والتحكم الأرضي به شأنه شأن باقي الأجسام الصلبة التي تسقط على الأرض بشكل دائم، ومن المتوقع أن يسقط على الأرض خلال الأيام القليلة القادمة “السبت أو الأحد”.
وأكد عميد الكلية، أن ما سيسقط ليس الصاروخ ولكن الجزء الأكبر الصلب من بقاياه وهى القطعة التي تدور حول الأرض، ويبلغ طولها كحطام 33 مترًا وقطرها 5 أمتار ووزنها حوالي 22 طنًا، وتدور حول الأرض بسرعة متوسطة تزيد قليلًا عن 28 ألف كيلو متر في الساعة.
وأشار عميد الكلية، إلى أنه سوف يحدث عند السقوط لتلك الأجسام أو الحطام الفضائي نحو الأرض هو ما يلي:
– على ارتفاع 120 كم يعاني القمر الصناعي من احتكاك شديد مع الغلاف الجوي فترتفع حرارته ويبدأ بالتفكك.
– وعلى ارتفاع 78 كم ينفجر القمر الصناعي بسبب شدة الضغط والحرارة، ويبقى مشتعلًا حتى ارتفاع حوالي 50-40 كم.
– وخلال هذه الرحلة من 120 كم وحتى 40 كم يُشاهد في السماء كجرم لامع جدًا ومشتعل ويتكون من عدة قطع مضيئة.
– بعد ذلك تختفي الإضاءة ويكمل سقوطه نحو الأرض سقوطًا حرًا، ولا تمكن مشاهدته إلى أن يصطدم بالأرض.
الصاروخ لا يصل إلى الأرض
واستطرد عميد الكلية: “عادة وبسبب ذلك فإنه لا يصل إلى الأرض إلا 10% إلى 40% فقط من كتلة القمر الصناعي الأولية، ولكن بسبب حجم هذا الحطام الكبير فإن ما تبقى منه قد يشكل خطرًا على المكان الذي يسقط عليه حصرًا، وحيث إن الماء يشكل ما يقرب من ثلثي من مساحة الأرض، وأن جزء من اليابس أيضًا غير مأهول، قد يقلل كثيرًا احتمالات السقوط على المناطق المأهولة”.
الموعد والمكان مجهول
وأكد “شلبية” أنه لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام، ولعدم معرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول إذ إنها تتغير بتغير النشاط الشمسي، وعلى الرغم من ذلك قد تكون التوقعات الأولية بنسبة خطأ ما.
وتابع: “هناك جهات تراقب هذا الحدث من أهمها وحدة المراقبة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وبرنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية وبرامج المتابعة لمركز الفلك الدولي بالإمارات حتى الهواة من الفلكين والمراصد المزودة بتلسكوبات عالية الدقة يمكنهم ذلك”.
مكان سقوط الصاروخ
وأوضح، أنه مع اقتراب موعد السقوط، ستقل الأماكن المحتمل أن يسقط الحطام فوقها، لكن بكل تأكيد حتى قبل ساعتين من موعد السقوط لا يمكن تحديد المكان والوقت بشكل دقيق، علمًا بأن الحطام هذا يكمل دورة حول الكرة الأرضية مرة واحدة كل ما يقرب من الساعة والنصف، فهذا يعني أن هناك مناطق شاسعة ستبقى مهددة للساعات الأخيرة بعد لحظة الارتطام بالغلاف الجوي لكن تظل المتابعة والاهتمام العالمي بالحدث دون تهوين أو تهويل بعيدًا عن الشائعات والتصريحات لغير المتخصصين هنا أو هناك.
واختتم عميد الكلية بيانه، قائلًا: “نوصي بالرجوع للمختصين وجهات الاختصاص بمجال الفضاء والملاحة الفضائية، ومنها كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بني سويف، وهي الكلية الأولى والوحيدة من نوعها بمصر والشرق الأوسط”.