ياسمين دسوقي تكتب : #العملة_النادرة
ما أكثر تنوع البشر حولنا بإختلاف شخصياتهم وطباعهم ،فمع كل يوم جديد نصادف الكثير منهم ،
وفي بعض الأحيان ننخرط فى علاقات لنشكل صداقات مع من لهم نفس الأهداف المشتركة، إيماناً منّا بإستمرار العلاقة و خلودها الأبدى .
لنشعر بعد فترة بعدم الأمان ، نتيجة لأننا رسمنا خيالاً عملاقاً لعلاقة إستثنائية مع الشخص الخطأ دون أن نتأنى في الحكم عليه ،بعد انجذابنا لشخصيته و إنخدعنا بمظهره ، و طريقة كلامه و ألفاظه البراقة ، و آمنا له وقدمنا كل ماهو طيب من سلوك إنسانى نبيل .
ولكن سرعان ما تكشف لنا أوقات المحن والشدائد معادن الأشخاص ، ليظهر لنا البعض بوجه غير الوجه الذي كنا نعرفهم به .
إن البشر لا يقاسون بملابسهم أو أحسابهم وأنسابهم ولا بأموالهم أو بمناصبهم ، وإنما يقاسون بمواقفهم ، بأخلاقهم ، بأصلهم الطيب.
فالقيم الإنسانية ليست مفاهيم نظرية وكلمات عابرة ، ولكنها مواقف تولد في ظل أشخاص أقوياء ، أسوياء لا يتلونون، ولا يتغيرون، و يُشهد لهم بالمروءة والشهامة والوفاء.
لتجعل منهم عملة نادرة حتى وإن غاب عنهم التقدير ،لذا فالبحث و التدقيق ، من الأمور الهامة جداً في حسن الإختيار ، حتي لا نقع فريسة للغش و الخداع .
خاصة وأن الصداقة من أجمل وأنبل الروابط الإنسانية كونها علاقة صادقة بين الأشخاص تسودها المودّة والنَّصيحة و الإهتمام ، و مبنية على الإيثار و التضحية ، مغلفة بالمحبة والتسامح و تظل معلقة بالقلب و العقل إلى الأبد..