ياسمين دسوقي تكتب: نهر النيل ” خط أحمر”
بعد التطور الملحوظ فى جميع أنحاء الجمهورية فى شتى المجالات ما بين تطوير إنشائى و إقتصادى و زراعي وثقافي و الإصرار على الخروج من الأزمات بشكل إحترافي
كالخروج من أزمة السفينة الجانحة Ever Given بآيادى أبطال مصريين كانت سبباً فى الفرحة العارمة التى إجتاحت بيوتنا جميعاً بعد أيام من القلق جراء تلك الازمة ،
كما أن الإهتمام بتاريخ الوطن و إبهار العالم بعرض موكب نقل المومياوات الملكية جدد بداخلنا شعور الفخر والانتماء لهذا الوطن العظيم ،
الذي يسابق الزمن في رحلة التطور والنماء، لتتواصل القفزات التي تخدم الوطن وتحقق طموح أبناؤه بالمشروعات التي تجعل أحلامهم حقيقة،
والعمل على مواجهة الصعاب و الأزمات التى قد تتعرض لها بلادنا بغرض عرقلة تنمية وبناء مصر القوية ، و على رأسها أزمة سد النهضة ،
حيث قامت أثيوبيا بالمراوغة لكسب الوقت لإكمال عملية الملئ الثاني للسد، وهو ما لا يجب التهاون معه ، بعد المفاوضات التى دامت قرابة العشر سنوات علماً بأن لديها وفرة من المياة تلبى احتياجاتها ،
وانشأت السد فقط من أجل توليد الكهرباء ،حيث تعتبر اثيوبيا انشاء السد ضرورة وجودية لها ، فإذا تم تشغيله بكامل طاقته، سيكون المحطة الأكبر في أفريقيا لتوليد الكهرباء وسيكون سبباً لنمو البلاد اقتصاديا.
بينما يمثل نهر النيل شريان الحياة لكل من مصر و السودان ،اللتان تحلتان بالرغبة الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة،الذى سيؤثر ملؤة على القطاع الزراعي بشكل كبير والذي يمثل عصب الاقتصاد المصري، وسيسبب خسائر كبيرة في الإنتاج الحيواني والسمكي بمصر.
إلا أن إثيوبيا رفضت كافة المقترحات والبدائل التي طرحتها مصر وأيدتها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات.
وقد يجعل هذا الخيار العسكرى امراً وراداً فى تلك المرحلة ،وبدعم وتأييد كامل من جموع الشعب المصري المجتمع على قلب رجل واحد من أجل الحفاظ على مياة “نهر النيل الخالد” والتى تعد خط أحمر ، لا يمكن المساس بها ،حيث أوصانا بها أجدادنا الفراعنة برسالة منقوشة على جدران مقياس النيل و التى نصها :”إذا انخفض منسوب النهر فليهرع كل جنود الفرعون، ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه”،
وسيظل النيل يجرى فى مساره الطبيعي، الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، نصر الله مصر بحب و جهود أبناؤها الأوفياء المخلصين.