ياسمين دسوقي تكتب: #هدوء_ نسبي
نحتاح في بعض الأحيان الي الهدوء النفسي كوننا نعيش في عالم ممتليء بالضغوط ، تعتصرنا المسؤوليات، نواجه المكائد ، ونسعى لحل المشاكل يوميا،لذلك نحن بحاجة كل فترة للعزلة الإيجابية ، حيث نختفي عن الأنظار بغرض الراحة والإسترخاء، و نعمل على إعادة هيكلة وترتيب أفكارنا و تحديد أولوياتنا من جديد،
و تسمى هذة العزلة بفترة الهدوء النسبي، حيث يبدأ من خلالها الشخص بالإنفراد بنفسه والحديث معها بشكل خاص جداً ، نظراً لما تتضمنه تلك الفترة من بكاء بسبب أخطاء أحياناً، أو لوم وعتاب وجلد للذات، أو إعادة للحسابات ، بهدف إستعادة قدرة النفس على استكمال طريق الحياة.
فيبدأ الشخص في مساعدة نفسه وتقديم العون لذاته من جديد بالعمل على إستعادة طاقته الإيجابية التي تم استهلاكها بشكل شبه كامل سابقاً، عن طريق غربلة كل ما يحيط به من أفكار و إنتقاء فقط ما يفيده منها وإستبعاد مالا يرغب به، وتعد خصوصية تلك الفترة بمثابة الجسر الآمن الذي يصل الشخص من خلاله لحرية الفكر، والترتيب والتدبير لأموره القادمة،
بالاضافة الى أن عملية الهدوء النسبي تعد أولى فوائد التحفيز الذاتي عندما يفقد الشخص حماسة تجاه عمله، فهي تساهم في عملية دفع الشخص نحو القيام بالواجبات المطلوبة منه ، و تعمل على طرد الطاقة السلبية التى قد يتعرض لها من الغير ،لتساعده على إستعادة نفسه سريعاً ليبدو في قمة حماسه أثناء تفاعله مع المجتمع بكافة شرائحه من جديد، كما أنها تزيد من فرص إبداعه والذي يعتبر أحد أبرز العوامل وراء تحقيق نجاحاته غير التقليدية.
بشكل عام تعد فترة الهدوء النسبي من أساسيات تحقيق النجاح، والتي بدونها قد لا تتحقق الأهداف ، كونها فترة مهمة للغاية عندما تسيطر علينا مشاعر الملل و يتمكن اليأس من الذهن ، فيتسبب في عرقلة المسيرة ومن ثم نتعرض الي الإخفاق و نصاب بالإحباط و نشعر بالفشل.
ولكي تهنأ بفترة الهدوء النسبي لابد وأن يكون لك مساحة كافية من الخصوصية فلكل إنسان مطلق الحرية بأن يكون بعيداً، حراً عن المراقبة ، و المطاردة، له أفكاره ، مشاعره، آماله وطموحاته ، يتخذ قراراته و يحدد خياراته بعيداً عن القيود التي تكبل طاقاته، و هو حق مكفول للجميع و واجب إحترامه ،
لذلك حاول أن تحرص على إيجاد تلك الفترة لنفسك بشكل دوري ، فهي فترة صحية للغاية وإستخدمها في مساندة نفسك من أجل نفسك ،كما قال الكاتب الانجليزي كريستوفر مارلو “لا تنتظر من أحد أن يكون لك السند ، أسند نفسك بنفسك “، واتخذ قراراتك فمن لا يملك إمكانية إتخاذ القرار، لا يملك حياته.