ثقوب في” أفرول” خالدة للبترول.. أبرزهم ” كلابشة ” الحقول ما بين كثرة الحوادث وغياب المسؤوليات ” تحقيق “
تحقيق “: إسلام المصري رئيس التحرير
هل سنصبح على حادث أو أزمة جديدة ؟! ،، ما جعلنا نبدأ من البداية بسؤال استفهامي ..هو ما يحدث داخل خالدة للبترول من تراجع الأداء في السلامة والصحة المهنية داخل حقولها ومن أبرزها ” كلابشة ” بالصحراء الغربية والتي تعد أكبر الآبار المنتجة للزيت والغاز.
وهو ما يخالف توجيهات المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية والمحاور الستة لوزارة البترول والتي من ضمنها الالتزام الشديد بتطبيق السلامة والصحة المهنية داخل الحقول والإدارات وبجميع الشركات رغم تأكيدات الوزير المستمرة على أن السلامة والصحة المهنية بمثابة جسر الأمان ومظلة حماية للعاملين بقطاع البترول.
ونسترجع قليلا قبل البدء في كشف تجاوزات التقصير في السلامة والصحة المهنية ، أنه في نوفمبر الماضي لعام ٢٠٢٤ نشب حريق بأحد الحفارات التابعة لشركة الحفر المصرية بأحد مواقع الإنتاج بالصحراء الغربية لشركة خالدة وتم احتواء الأزمة والحريق دون وقوع إصابات وفي سبتمبر ٢٠١٩ حدث اصطدام سيارة تنقل العمالة بحقول خالدة بأحد البريمات أدى في نهاية الأمر وفاة ٤ أشخاص وإصابة شخصين
وكانت الأسباب الجوهرية في كلا الحادثتين هو عدم اتباع إجراءات السلامة والصحة المهنية وقام المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة السابق بنقل المهندس خالد موافي وتكليف مدير العمليات في ذلك الوقت المهندس سعيد عبد المنعم رئيسا لشركة خالدة والمستمر في منصبه حتي الآن والذي ربما لا يدرك الدرس جيدا ولا يعرف أن استمرار الخلل سيؤدي إلى الوقوع في المزيد من الحوادث حتي لو كانت طفيفة.
فمؤشرات تراجع الاداء في السلامة والصحة المهنية بشركة خالدة للبترول اصبح الآن يسلك نحو الصعود وحولها لجسر ممهد ومعرض للأصابات وكأنها وجبات يومية معتادة تصيب سلامة العاملين حتي لو كانت ظاهرية دون أن يسمعها أو يكشفها أحد مما يؤثر على الإنتاج.
ما يذكر ليس من باب التأويل ولكن بحقائق اطلعنا عليها وبتقارير من داخل شركة خالدة للبترول مدعوم بالمستندات توضح بالأرقام إجمالي الحوادث التي شهدتها مواقع العمل بالحقول منذ بداية يناير الماضي من هذا العام وحتي نهاية يونيو .

فمؤخرا قامت الشركة بعمل برنامج” Synergi Life” سري للغاية يرصد ويسجل كل الحوادث بداخل المواقع بالحقول والمفاجأة أنه تم تسجيل اعلي معدلات الحوادث في جميع مواقع الحقول بالشركة لم تحدث من قبل بصفة عامة وبالمنطقة الغربية بحقول كلابشة الاعلي إنتاجا بشكل خاص.

وبحسب التقرير السري الذي حصلنا على نسخة منه إنه تم رصد وتدوين 60 حادثة خلال 5 اشهر منذ فبراير الماضي وحتي يونيو بمعدل 10 حوادث كل شهر علي البرنامج ” Synergi Life ” في حقول المنطقة الغربية” كلابشة ” ما بين قطع أحد أصابع عاملين شركة بيكو و اصطدام سيارات و استخدام سلاح ابيض وحرائق سيارات وتسريبات الآبار وحريق حفار وغيرها في سابقة لم تحدث خلال آخر 10 سنوات بحقول كلابشة أكبر وأهم المناطق إنتاجا بالشركة بنحو ٤٨ الف برميل يوميا.

ويشير البرنامج إلى ان إجمالي ما تم رصده وتسجيله خلال ٦ أشهر ماضية من حوادث في جميع مواقع وحقول الشركة وصل إلى ٤٨٨ حادثة متنوعة من بين إصابات خفيفة وتسريبات وسرعات زائدة وهي ارقام قياسية لم تحدث من قبل في تاريخ الشركة كما سجل البرنامج إجمالي ما تم رصده من ملاحظات عن تجاوزات أثناء العمل على مستوي مواقع الحقول بالشركة الى ١٩٧٢ ملاحظة
ورغم كل ذلك لم يتم اتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع من رئيس الشركة لكي يحافظ على منظومة السلامة والصحة المهنية بداخل مواقع الإنتاج وحماية العاملين والمنشآت البترولية من أي حوادث مفجعة قد تحدث فجأة وتسبب خسائر بشرية ومالية وانتاجية والاغرب أنه تم اصدار تعليمات داخلية بمد فترة تسليم مهمات السلامة والصحة المهنية للعاملين بمواقع الحقول كل ثلاث سنوات بدلا من سنة وهو ما أثار غضب العاملين من الفنيين والمهندسين اعتقادا منه بأن ذلك سيوفر الملايين من الدولارات للشركة على حساب سلامة العاملين .
وفتح المنشور الرسمي الذي اطلعنا عليه باب التساؤلات لماذا صدرت هذه التعليمات وما هو الهدف منها؟! ،، هل هي مخالفة ام قرار مرسل من الوزارة ؟! رغم تأكيدات من الوزارة أنها لم ترسل تعليمات بهذا الشأن وتحرص وتشدد على ضرورة اتباع جميع الشركات بإجراءات السلامة والصحة المهنية لحماية العاملين والمنشآت مع مضاعفة المهمات لأنها من المحاور الرئيسية للوزراة وعلي رأس الأولويات لوزير البترول .

ولذا فالوضع الداخلي داخل حقول شركة خالدة للبترول يسير في طريق لا يخدم أهداف واستراتيجية وزارة البترول وأن كانت التجاوزات التي تحدث يتم التكتيم عليها ربما لا يعلمها رئيس الشركة أو يعلم فما زالت حقول الشركة تسجل حوادث بين اليوم والآخر وفقا للبرنامج وان وجدت الإرادة والإدارة والرقابة القوية وتطبيق آليات الثواب والعقاب سيزيد إنتاجها عن المعدل اليومي ولكن أن تسجل منطقة الصحراء الغربية “حقول كلابشة ” الاعلي إنتاجا للشركة نحو ١٠ حوادث في شهر واحد هي ظاهرة تستدعي التحقيق ووقفة جادة حتي لا تؤثر على سير العملية الإنتاجية
ووفقا للاقاويل فإن حقول كلابشة تشهد تقصيرا في متابعة العملية الإنتاجية من القائمين على إداراتها ربما لانشغال مدير عام الحقول تحديدا بأمور غير خاصة بالانتاج ومشاركة مدير عام الصيانة لحقول كلابشة بطريقة غير مباشرة في إدارة الإنتاج رغم أنها خارج اختصاصاته مما يؤثر على سير العمل والمنظومة الإنتاجية.
اين رئيس الشركة المهندس سعيد عبد المنعم ؟!
رغم كل ما يحدث في أهم شركة إنتاج بترول في مصر وما تتعرض أهم حقولها ” كلابشة ” من تسجيل الحوادث باستمرار،، فإن رئيس الشركة ربما يقف موقف المتفرج ويفرض سيطرته وقوته على الفنيين والعاملين بالشركة وخاصة العمالة المؤقتة وتعنيفهم رغم أنهم يحملون الشركة فوق أكتافهم بكل جهد وعرق ،،ويعمل على توسيع رقعة الصراع بينه وبين العاملين حتي أقدم البعض منهم على تقديم استقالتهم لعدة أسباب منها لأسباب داخلية في مواقع عملهم ورفض رئيس الشركة في التوقيع على طلبات الإجازة بدون راتب .
فالأمر ايضا لم يتوقف عند التراجع في أداء السلامة والصحة المهنية بل وصل إلى التجاوزات الإدارية الإداري حيث استعان رئيس الشركة بأشخاص في الخدمات المساعدة رغم وصولهم إلى سن المعاش وعلى سبيل المثال لا الحصر تعيين السيد ابراهيم فضالي مدير خدمات مساعدة على قوة عقد مؤقت بدرجة خبير يتقاضى أجر يومي يتجاوز حد المعقول في اليوم الذي يعمل فيه رغم عدم حاجة الشركة إليه وخاصة وانه كان مدير الخدمات المساعدة في حقول ابو الغراديق ووصل إلى سن التقاعد القانوني وأصبح لا جدوي من الاستعانة به مرة أخرى فربما تري الشركة أن تقديم الأصناف ما لذا وطاب من الطعام والشراب يستدعي تعيينه درجة خبير أهم من الاستفادة بشخصيات لها خبرات في الانتاج أو الحفر تضيف لمنظومة الإنتاج بالشركة ولا نعلم ما الفائدة التي ستعود على الشركة من وراء تعيين متقاعد على المعاش مدير خدمات مساعدة على الشركة!
فالعاملون في شركة خالدة للبترول يريدون التقدم بالشركة ووصولها إلى اعلي معدلات الإنتاج بعيدا عن مؤشر الهبوط لخدمة الاقتصاد الوطني وتقليل فاتورة الاستيراد دون أن تتحمل الدولة أعباء جديدة وتحقيق طموحات الوزارة والوزير الذي قال في أحد الاجتماعات الخاصة مع رؤساء شركات الإنتاج أن كل برميل يستخرج يوفر ملايين الدولارات للدولة ، كما يطالبون ازالة السياسات الخاطئة المتبعة في الحقول وتغيير سياسات رئيس الشركة مع العمال ومتابعة العملية الإنتاجية داخل الحقول بنفسه لرصد الأخطاء ومعالجتها والاهتمام بالسلامة والصحة المهنية، ووضع الكفاءات والخبرات اللازمة لإدارة الحقول .
وفي النهاية قد أوضحنا ما يحدث والغرض من التحقيق معالجة السياسات الخاطئة حتي لا نصبح على كارثة أو حادثة ، فلا نكتب بهدف النيل من أحد سواء كان قيادة أو شخصية أو شن هجوما للمصلحة ولكن دعم القطاع ومعالجة القصور والسلبيات فالقطاع ليس حمل صدمات وحوادث أخري لكي يكون ممر آمن وقاطرة التنمية في الدولة .
وانتظرونا في الحلقات القادمة عرض التجاوزات الإدارية بشكل مستفيض وأوجاع العمالة المؤقتة وما يدور داخل حقول الإنتاج .