أهم الأخباربترول وغاز

ياسمين دسوقي تكتب:#الاحتواء

 

مما لاشك فيه أن معظم العاملين في مؤسسات الدولة بقطاعاتها المختلفة يعانون من ضغوط كبيرة في مجال العمل ، وهذا الضغط يعد أمر طبيعي في حياة الإنسان يتعرض له خلال فترة حياته المهنية و الشخصية ،مما يولد لدى البعض الشعور بالرغبة في الإنفجار أو التصادم وإطلاق طاقة هائلة من الغضب في وجه أول شخص يقابله.

على نطاق العمل ، سيكون مطلوب منك كمدير عدم تجاهل علامات الإجهاد و الإرهاق الواقع على فريق عملك،الناتج عن ضغط العمل، كونك المسؤول الأول عن صحة وسلامة سلامتهم النفسية ، والتي تصب أولاً و آخيراً في مصلحة سير العمل ، حيث تساهم عملية استقرار نفسية العامل على إستقرار إنتاجيته ، وعدم تشتيت ذهنه ، أو تعرضه للاخطاء الجسيمة نتيجة ضعف تركيزه .

عليك كمدير أن تبذل جهداً ملموساً في إحتواء نفسية فريق عملك و أن تحسن معاملتهم ، وأن لا تحمّلهم فوق طاقتهم ، وأن تعمل على تقديم الدعم الممكن تقديمه لهم لمساعدتهم على رفع معنوياتهم و تحسين آدائهم الوظيفي ، لا سيما في فترات الأوقات الصعبة ، والتي اذكر منها على سبيل المثال “جائحة كورونا” ، وما تسببت فيه من آثار نفسية سيئة ، نتيجة تفشي المرض و فقدان للأحباء من الأهل والأصدقاء و الزملاء ، إضافة إلى زيادة ضغوط العمل والأعباء على بعض العاملين خلال تلك الفترة.

فكل منظمة تحاول جاهدة تجاوز مرحلة ضعف أداء العاملين لديها ،من خلال عدة عوامل ، أهمها عملية الإحتواء داخل مجال العمل، والتى تعد من العوامل الأساسية الناجحة التي تعزز من قوة وقدرة السلطة المختصة على التمكن من إدارة المرحلة للحد من الأثار السلبية التي قد يكون لها دور كبير في عرقلة سير العمل و إنخفاض الإنتاجيه،عن طريق إستيعاب قدرات العاملين ، و توظيفها بالشكل الأمثل ، و العمل على تقديم العون لهم لإجتياز الصعاب و مواجهة التحديات .

كما تنطبق أيضاً نظرية الإحتواء داخل المؤسسات بين الزملاء وبعضهم البعض، حيث يتعين على الجميع إتباع منهجية الإحترام والتراحم والمساندة،و تقديم المساعدة بعضهم لبعض ، وأن يتحمل كل منهم الطرف الاخر في أوقات الضغط و الأزمات .

ولو نظرنا للحياة الشخصية ، فسنجد أن عملية الإحتواء تختلف بإختلاف طبيعة العلاقة ، سواء كانت علاقة زواج أو صداقة أو اخوه ، كل ما تتطلبه العلاقة أياً كان نوعها أن يتوفر لدى أحد الأطراف ثقافة الاحتواء ، فعلي سبيل المثال إحتواء الزوج لزوجته يعد من أهم إحتياجات المرأة لأن المرأة بطبيعتها مهما حققت من مكاسب ونجاح في حياتها، إلا انها بحاجة دائمة للإحتواء كي تشعر بالأمان ،و الحماية والإطمئنان.

كذلك  يجب على الزوجة أن تجيد عملية إحتواء زوجها ، بالانصات له دائماً والإستماع إلي شكواه والوقوف بجانبة في مواقف الازمات والضيق ، و إستيعابه وقف الغضب ، و التجاوز عن الخطأ المقبول ، والعمل على صداقته ومشاركته أحلامه وطموحاته .

وهناك أيضاً نوع هام من أنواع الاحتواء ، و هو إحتواء الأبناء (بناة المستقبل) حيث يتعين على كل أم و أب الإنصات جيداً لأبنائهم وسماع أفكارهم و أحلامهم دون تعقيب أو توبيخ ، مما يدعم صحتهم النفسية ويعمل على بناء شخصياتهم ، عن طريق توجيه النصح و الارشاد بطريقة سلسلة بعيداً عن صياغتها في شكل أوامر ،

لأن بناء شخصية الإنسان يعد من أساسيات نجاح و استقرار حياته ، لذا يجب أن تؤسس الشخصية بشكل سليم ، لما لها من أثر يصب أولاً وأخيراً في نشاطه وعلاقاته وإنتاجه مستقبلاً.

إن ثقافة الإحتواء تعد مهارة هامة و مؤثرة لما لها من أثر جميل في النفس البشرية ، لشمولها على الكثير من المعاني الرحيمة ، كالصبر والتفهم، و تقبل الآخر ، كما إنها تعزز من عملية العفو والتجاوز ، لتصبح سبباً رئيسياً في ترسيخ أسس التوازن لكافة مناحي الحياة.

موضوعات ذات صلة »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى