أهم الأخباربترول وغاز

ياسمين دسوقي تكتب “: #شلة_الوشايات

 

تشكل مؤسسات الدولة بمختلف أنواعها داخل جميع القطاعات العامل الأساسي و صمام الأمان لتقدم ونجاح البلاد ككل ، مما يلقي على عاتق أصحاب المناصب القيادية مسئولية حسن إختيار العنصر البشري الذي سيتواجد داخل المؤسسة للعمل بها، لضمان كفائتها و نجاحها بالشكل المطلوب.

حيث يتعين أن يتوفر داخل المؤسسة عناصر فعالة منتجة ، تتحلى بالصفات الجيدة كالثقة في النفس، حب العمل ، و الإلتزام ، و تنفيذ المهمات بكفاءة عالية ، و القدرة على العمل تحت الضغوط، إضافة إلى الأمانة والإخلاص والولاء والإنتماء إلى المكان.

وقد لايمنع هذا تواجد فئة قليلة من العناصر الفاشلة معدومة الكفاءة ، التي دائماً ما تثير المشاكل و تعمل على نشر الفتن ، و نشر العدائية بين العاملين ، والتي قد فرضت الظروف تواجدهم في المؤسسة بشكل أو بآخر .

ليصبحوا سبباً في تكوين شللية المكاتب ، أصحاب الثرثرة الدائمة ، و الخروج عن حد الكلام المسموح به ، و الخروج عن ضوابطه ، فيبدأون بالمؤامرات الرخيصة في محاولات بلهاء منهم للتقليل من نجاح الآخرين ، عن طريق الوشايات والافتراءات الكاذبة ، و النيل من سمعتهم وكرامتهم ، تعويضاً للنقص الحاد الذي يعانون منه ، نظراً لأن الموظف الناجح يعد الشوكة الحادة في حنجرة شللية المكاتب .

كذلك يعملون جاهدين على إستعطاف المحيطين بهم بالأساليب المختلفة ، و زرف الدموع و المتاجرة بظروفهم الشخصية لكسب العلاقات ، إضافة إلى محاولاتهم الدائمة بالتودد إلى المدراء على أمل أن يحظوا بالاهتمام والمعاملة الخاصة .

ويظهر ذلك من خلال الفراغ الذي يعانون منه ، فهم دائمي الشعور بالتوتر ، والغيرة من باقي الموظفين ، لذلك لابد من تكليفهم دائماً بمهام إضافية فوق مهامهم ، حتى ينشغلوا بالعمل بدلاً من الكيد ، والنفاق ، وتناقل الأكاذيب ، والتسبب في إهدار الوقت للجميع ، وحتى تتحول طاقاتهم السلبية إلى طاقات إيجابية منتجة تصب في مصلحة العمل أولاً وأخيراً.

و مع ذلك حتى وإن لم يتم إشغالهم بالقدر الكافي ، فأنا أرى أن وجود هذه الفئة في بيئة العمل لها دور إيجابي يصب في مصلحة الموظف الفعال ، لأن تعرضه للوشايات والمؤمرات ، سيدفعه لمزيد من التحدي و سيشعره بالنجاح والتميز والتألق ، خاصة وإن كان يتمتع بالثقة الكاملة بالنفس.

و لقد قرأت ذات مرة مقولة أعجبتني بشدة بها تشبيه مناسب جداً ينطبق على تلك الفئة ، نَصها يقول ” إن مجموعات السوء مثل السوس بالأسنان ، وجودهم ضروري ، لأنهم يحفزون الإنسان على الاهتمام بأسنانه أكثر” .

فما أجمل من أن نهتم بأسناننا ( مستقبلنا ) متجاهلين الجاهلين ، و أن نستمر في تطوير ذاتنا و تحقيق أهدافنا ، وأن نسعى دوماً للتميز بقدرات عملية مفيدة ، و بسمات شخصية فريدة ، تجعلنا من المتألقين في المؤسسات ، و تعمل على قهر شلة الوشايات ….

ياسمين دسوقي

مدير عام مساعد التدريب
شركة الخدمات البترولية للسلامة والبيئة “بتروسيف”
وزارة البترول و الثروة المعدنية

موضوعات ذات صلة »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى